16 سبتمبر 2013

( تَرْتيلةٌ سَرْمَدِيَّة )

7
7


سنابلُ الحرفِ مازالت في آكام الروح تشقيني

تعبثُ بيقيني...

تتلو ترنيمةَ شوقٍ مطبقةَ الشفاهِ خاشعةَ الأركان

وأتساءلُ في لوعةٍ تأجِّجُ في صدريَ الأنين..

أماتت!!

أم مازالت على أعتاب اللهفةِ تنتظر

ماعدتُ أعلمُ...

أيّ إنتفاضاتها إختنقت...

وأيَّهُنَّ تُحتضر

فـ في الرّوحِ هذيانٌ يمور

وتنهيدةٌ حائرةٌ..

تكبلُ شفاهي بـ أوجاعٍ مسجَّاةٍ مابين صدري .. وصبر السنين

تَغلغلُ بي...

تحادثني بـ حروفٍ أعجميةَ الشفاه..غريبةَ الملامح

تهمسُ لي

وكأنَّها تُخبرني عنَّا/عنك

عن..

بقايا ذكرى تَدقُّ نواقيسَ اللَّوْعَةِ في أعماقي...

إبَّانَ ميلادِ ألمٍ جديدٍ..

ينازعُ عهدَ الوفاءِ تحتَ أستارِ عتمةٍ مدلهمةَ الرُّؤى

تُتَمْتِمُ لي عن رحيلٍ آتٍ..قَد لاحَ في الأُفُق

أُجَمِّلُها بك...أنفضُ عنها غبارَ الوقتِ

وأَنأى بها عن ارتعاشَةِ كُفوفيَ الراحلةِ إليك

أُخبِّئُها..

في صندوقِ نبضٍ توارى حتى عن وريديَ المحمومِ

المهزومِ أملًا...خلفَ ابتساماتيَ الواهنةِ...

أغزلُ لها من أهدابي رتاجًا خائِرَ القِوى منهَكَ البسَماتِ

علِّيَ أَرتُق انبجاساتِ الألمِ من صدرِ حقيقةِ الغياب

أمسكُها بـ استماتةٍ حتى لا تتساقطَ حزنًا على وجَناتِ الحنين

كـ تساقطِ وُريقاتٍ ربيعيةَ الأملِ على أرضِ عمرٍ خريفيِّ الملامح

خلفَ أداهيرَ تلتحفُ فصولَ أوجاعي..

تلتهمني بـ احتراقاتٍ صامتةِ الشفاه

أختلسُني منها هنيهات...

فـ تباغتَني....لـ تختلسَ منِّي بعضَ حياةٍ

رويدًا رويدًا

تتلاشى خطايَ الموشومةَ على أديمِ الوقتِ

لـ تتيهَ من أقداميَ الدروب

تحملُني إلى مدنٍ مجهولةَ الهويةِ..عتيقةَ الأزمنةِ

يلفها ليلٌ موحش..

مؤرخَةٌ في دفاتر الأيامِ بـ اسم المنون

ينفُثُهَا بين كفَّيْ خواءٍ..شتاءٌ زمهريريَّ الأنفاسِ..

يمسحُ بتراتيلهِ السَّرمديَّةِ الشاحِبَةِ على قَسَمَاتِهَا..

يُغَلِّفُها يحتويها بـ زجاجيَّتِهِ المُزرَقَّةِ الشّريان

فلا يَحنُو على أشباحِ وَحدَتِهَا سِوى..

ترتيلةُ موتٍ سرمديةٍ..وبقايا ريحٍ عابثةٍ..

تواسي مقاعِدَهُمُ الفارغةَ

تلك التي تعبقُ بذكرى عِطرِهِم..

بسماتِهم..

همساتِهم...

أو حتى دمعاتِهم..

شَقَّتْ جبينَ صبرها بقبلةٍ أفنت في أعماقِها الحياةَ

وبقايا ضياءٍ متناثر الأشلاء

أنهكَهُ شقاءُ الإنشطار على قارعة سنينَ ساستها أناملُ أملٍ..

ملطخةٌ كفوفُها بـ وهمِ أطيافهم

تلك التي تنسلُ في صمتٍ مهيبٍ من عمقِ السُّكون

تواسي عتمةَ أضرحةِ الليل..

تجالسُ في نشوةٍ أعماقَ شتاتِها

عالِيَها ثيابٌ تعبقُ بـ رائحةِ موتِ أنفاسِ هياكلِها المتجلِّدَةِ

الفارغةِ إللّا من بقايا ذاكرةٍ عليلة

يُرجفُ طرقاتَها قهرٌ يقبعُ خلفَ غصَّاتِ الروحِ انتظارًا

وهنالِك خلف نوافذِها المتهالِكَةِ..

سُتُرٌ منسدلةٌ مزّقتْها بقايا ظِلالِهِمُ القابعةُ في رحمِ الغرفات..

يتعالى صوتُ أنينِ أبوابِها انكسارًا..

من وصبِ وحشةِ الغياب..

من عمق مَساكنِها الفارغةِ...إلّلا من عزفِ ريحٍ تَهدِجُ بصمت

تُهدهِدُ صحوةَ سباتِها على وقعِ خُطا العابرين..

شاخصةٌ أبصارُ أسوارِها..

مغروسةٌ أقدامُها في خاصرةِ طرقاتِها الحزينة..

معلقةٌ أحداقُ رجائِها على نوافذِ السَّماء..

علَّها..

تنبلجُ بضياءٍ يرتقُ تشقّقاتِ ملامحِ غربتِها في أرضِ اللقاء

فـ يروي لَوبَ أفنانِها الملتفَّة حولَ أحواضِ الحنين..

كـ سوارٍ على معصمِ ليلِها..

يَمشُطُ بكفِّ الأملِ يباسَ ملامِحِهَا

يناجي بـ قصائدِ عشقٍ سَرْمَدٌ فيها الوفاء..

فجرٌ غُيِّبَ في سباتِ الدَّمعِ حينَ توسَّدَ ساعدَ السنين..

حينَ أفزعَهُ همسُ الشتاء..على شُرفاتِ الأنين..

وانتحابِ أحجارِها فَرَقًا من تراتيلٍِ زمهريريَّةَ الشّقاء..

غرسَت نابَيْ قسوتَها في عنقِ أغنياتِ المساء..

وفي غمرة الاختناق..

شهقتُ أنفاسَ صحوتي..

لملمتُ شتاتَ ألمي..

وانتصبتُ بين أحداقِ المدينةِ مقيدةً بوهنٍ..

تدورُ أحداقي في أوصالِ رفاتِها المسجَّاةِ على قارعةِ عتمةِ أوصابها

عللي أستشعرُ بعضَ حياة..

فـ لا أرى غيرَ أجداثٍ متراميةِ الصمتِ يسفحُ شريانَ فنائِها الخواء

وبقايا صفيرِ ريحٍ عابثةٍ...تهتكُ قدسيةَ الموت بين أجفانِ رثائها..

لـ أفر فَزَعًا من هَسهَسةِ اختناقاتِ أطيافِهمُ الموجوعَة..

الرازحَةُ تحت عناءِ الحنين

خلفَ أنينِ أبوابِها المتهالكةِ يأسًا من طولِ سنينِ الغياب..

وأرضُ المدينةِ الثَّكلى تأبى فَراري.. تقبضُ خطاي..

تسيِّرني قَسْرًا نحو محرابٍ يتيمَ الضياء..

يسبحُ في كونٍ من هدوء..

يرتلُ من كفوفِ الأرض وِردًا يُتلى آناءَ الوفاء

يمسحُ به أحداقَ السماءِ بـ رجاءٍ حثيث..

يحويهِ ضلعٌ غائرٌ في صدرِ مدينةٍ أنهكَ أوصالَها طولُ مسافاتِ الوفاء..

وكَأَنَّ المحرابَ رئةٌ شهقتني من شتاءِ المدينة..

لـ تحتويني بـ أنفاسِ دفئٍ يبددُ قارَّ وهْني الألِيل..

يمسحُ بـ نورِ الأملِ دمعاتِ يأسٍ تحدرتْ من وتيني المهزوم ..

صامتةٌ زواياهُ مطمئنةٌ..

رغمَ إنكساراتِ الحكايا..

رغمَ أوجاعِ هاطلاتٍ من رواية

وهناكَ في ركنٍ قصيٍّ من ضياء

رأيتُني..بما مضى..و ما حضرَ..

طيفُ إنسيةٍ تتلو صلاةً بـ التجاءٍ من رجاء

كونُها ينثالُ من عينِ السماءِ عبقًا من يقين

تُهدهدُ بيمينها مهدَي طفولةٍ من حنين..

أحداقُها ترنو نحو السماءِ بآياتِ الأنين

وكأنَّها أهزوجةٌ

تنامت على أغصانِ الغياب

سُقياها صمتُ شوقٍ منفطرَ الوتينِ

لأمومةٍ مهزومةِ الآمال..

تسكبُها من عمقِ الألم..

ترنو بها نحو أكنافِ البداية..

وفي ليلٍ مشتدِّ الرثاء..

بعثرَ سكونَها صوتُ المطر..

و أنسامُ ربيعٍ تنامت

من كفِّ إنسيٍّ على أعتابِ نبضِها حضر..

و في عمقِ محرابِها استقر..

تكاثفَت به حتَّى الجنون..

وعلى شاطئِ اللقيا غَفَتْ...

سمَتْ به نحو سماءاتِ الحلُم..

حتى أنها...به اكتفَت..

وفي غفلةٍ من زمنِ ممتدِّ الصفاءِ بها هوى..

فـ تلاشت كغمامةٍ سالت من جفنِ الوفاء

وحين إنتفاء...

أهداها نزفًا لا يستكين..

بعدَ أن سجَّى نبضَها في كفن..

وخلفَ آفاقِ الحَكايا..تلاشى كأن لم يكن..

طفقَت تُلملمُ نبضَها في صمتٍ مهين..

وكفُّ الليلِ تشعلُها حنين..

تغادرُها رفاتًا من رماد

بعد أن أحرقَت أضلاعَها أحزانٌ جادت باالمحن..

لاذت إلى محرابِها محمومةَ الأركانِ من قيظِ الألم..

تحملُ بين طياتِ انكساراتِها آيةَ انهزامٍ جديدَة..

وقلبٌ ضجَّ في صدرها يتلو ترنيمةَ وفاءٍ عنيدة..

شابَت من سطوةِ جَلَدِهِ على الأحزانِ طرقاتِ مدينتِها البعيدة..

و الصمتُ يهديهَا من لبابِ الصبرِ تاج..,

والعينُ تهمِي كـ المطر..

و في ليلٍ أرخى سدولَ عتمتِهِ الطويلة..

غزلَت من سُؤَرِ الذِّكرى رتاج

باتَت تجمعُ خلفَ حناياهُ الصور..

تذروها في آفاقِ الراحلينَ عطر..

و الوَهَنُ يَسري في أركانِها..مصلوبَةٌ أمانيها على ضفافِ الحنين

( شطر غياب )

7
7
ماعاد الدمع يذرفني ...
فالعمر تمادى في دياجير الوهن
وحصون الصمت 
شيدت على فاه الكلام قينانا صدئة
خلف قلاع حزني...توارت أشرعتي..
حتى مالت نحو غروبا يمتطي بحر الغياب
وصهوة الليل تحملني برياح الفقد ..
إلى أكناف تغزل من تفاصيل الشجن...وشايات حنين..
تشجيها نايات ذبحت أوتارها... 
على أضرحة الأنين النازف صمتا من محاجر الدمع الأليل...
أواااه ياأماني أملي العتيق الموغل بعدا في ظلمة السماء ..
كفي ومضك وكفكفي مدامع وفاءك 
فما عادت أحداقي تهوى المسير إليك...
بعدما أضحت وحشة الحنين لايردد صداها في الروح 
سوى تراتيل رجاء حثيث الشوق ممزق الوتين
وحكايات وفاء غاربات 
تنتابني خلف أداهيرا إلتحفت شتات الحاضر... 
فتوارت في سبات عميق عميق
تغرقني في حمى الهذيان تزلزل مني الأركان 
حتى تسلمني لغفوات موت.. 
تأبى  صحوة أمل غارقة في أباب موج عتي الشقاء عتيق الأزمنة 
غزلته شتاءات الوجع أديما يدثر بين ثنايا أردانه جسدا أسيره روحا...
 تأبى الفرار من ماض ولاه الفناء...  
حين تأرضت وجه الحاضر 
ودُوِّنَت في دفاتر الأيام بـ اسم إنسية تاهت في سجل النسيان
بين حكايات أنين مترامي الحنين  في قفار العمر 
يسحقه ألم  البقاء على أرصفة الإنتظار
فباتت كالنور المتهالك يأسا على نوافذ النجاة... 
عله يلقي بجسده الزاحف خلف أزمنة منسية...
بعض منه يتكئ على مفاصل الحروف عله يقوى النهوض من جديد
في أزمنة اجدبت بها الحياة وتهالكت أصوات الحناجر 
حتى ذوت نحو مقابر الصمت 
إيذانا بإحتضارات تزف جسد الكلمات البالي إلى أضرحة النسيان..
حتى تلك التي مافتئت تناور الموت 
بوهن أقض مضاجع غفوتها ليسلمها لمذابح الغياب...
في مشهد يزلزل حنايا الذاكرة 
و يشقق ملامح سكونها..
ليسربلها  في غيبوبة صمت طويل...
فـ ياأنت
لا تلم إستعمار الحزن لأعماق النبض في  كلماتي 
ولاتلمني إن مررت يوما ذات ذكرى على ضريح محرابي
 فلم تجدني سوى نزف جراح
سالت لتخضب وجه الورق بحمرة الموت وازرقاق شريان الفرح 
لاتلمني فما تعلمت يوما كيف أعاقر الفرح ...
وماكان يوما الفرح زائرا لمحرابي..
أو حتى عابر سبيل
فـ معاول أوجاعي تدك بكل قسوة جدران أمل بنيتها 
كي ألوذ إليها فرارا من أمطار نوائب الأيام 
تلك التي مافارقتني قدر شهقة...تستجدي حياة...

( عرش الدموع )

7
7
7
7
7


وأيُّ الوجوه سترتديني في غربة حنيني...

بسمتي.. 

أم أنيني.. 

أم أنصالُ حزنٍ غُرِست قسرا في خاصرة سنيني..

وأي الإتجاهات ستَحملنِي إلى أفلاكِ نبضٍ تحتوي بي صدقي...

أيُّ موتٍ هذا الَّذِي تبدَّى على راحَتيْك

وأيُّ وَهنٍ ذاك الذي زرعته على أعتاب جنوني..بلا قصد منك...

حتى أضحى.. وجه الألم يأتيني كمنجل الحصاد

يجتث كل ماتَجذَّر بي من زروعِ فرحٍ غافية على خيط رفيع من حياة

فـ الآلام كـ المناجل تأتينا فُرادَى...لكنها لاتأتينا كَفافا

أأخبرك كم هو حانق قلب الغراس في غييبات الأماني..!

وحثيث الدمع أَرقَدهُ إرقِدادُ نوائبٍ توالت على كاهل صدرٍ ارتدَّ بحملاقِ العينين ذهولا..

من حِنْبَتْرِ الرِّثاء..

لماضٍ ولَّاه الفناء.. 

فدقَّ قبل الرَّحيلِ في حُنْتُمِ حاضره أطنابَ عجز أحلامٍ عِجاف...

نمَت ذات وهمِ... على أعجازِ تيك الضِفاف ..

فيا وهنًا تجلَّى..حنَّبَ ظهر الروح من رَكْمِ أحزانٍ شِداد...

و صبَّ على أشلاءِ موتهِ....السم الزعاف..

لا تأتلِ صمت الحنين في خافقي..

ولاتشعل بين الحنايا وتيني..

إرحل.... فقط ارحل عن أمنياتي ...

ولاتعزف بـ بنانك المبتور على أوتار دمعيَ الموجوع..

فلست سوى أنثى بناها الوهن....

فعقدت ألوية الصمت.. 

في سراديب ذاكرتها المكتظة بـ أُلائِك العابرين على جسور الغياب

وماأنت سوى..

أمنية موءودة.. 

يرثو شهقات اختناقها أطنان الأمنيات المهملة على شفير أضرحة الفناء..

*

*

ياوفاءً يهدهد أنينه تراتيل أملٍ تُعزف كـ أطياف ضياء 

تأتي من أودية زمن سحيق ولى ناصيته للذكرى

يزاوره مواسيا كل حين من حنين..

لـ يربت على أكتاف أمنياته اليتيمة زمنا من رثاء... فينثال النزف 

برقص البنان على أوتار قُسْطَانِيَّةِ دجنٍ بزغ باسما بيقين 

من بين أكتاف ليل مدلهم... دنس بسواعد عتمته طهر قدسية الحروف..

لـ يغترف من عمق أنفاس شتاتها على شرفات الهمس شهقة آه

وهنالك على مذابح الحنين

تدور أحداق الكون في أوصاله المسجاة بـ ألم ...

لـ تخزِّ أوتار صمته بخنجر يكمم حتى فاه الكلام.. 

تؤز خطا رقصه القسري اختناقا...أناشيد العناء..

هلم وساكن صدري..

تربع على عرش دمعي..

واغترف من عمق صبري يقيني..

واغزل لي من أحجية بقائك...

رداء أمل يواسي نبضي المكلوم..

يدثر صمتي المهزوم حزنا..من طول مسافات الشقاء..

وانْسِجْ من أشطان دمعي المعقودة في ناصية الإياب حلم النهاية..

أواهٌ ياحزني ...لاتحزن...

فلم يبقى في قلبي غير صمت الوفاء.. 

بعدما ذوب أجفان غربتي ملح الشتاء..

بعدما أضحى.. 

قاتمٌ وجه البقاء... 

و اغتيل من أوتار اللحن صوت الغناء...