23 سبتمبر 2013

( إليك راحلة )

*
*
*
*
كـ  الماء حين تتسابق قطراته صعودا نحو زرقة السماء
كـ الضباب حين يتكاثف ملتفا حول معصم النور 
حين تتلى  تراتيل الآه في صمت...
ويكتسي شفاه الأرض الشحوب
تأتيني...وزمهرير الليل يحتويني من كل جهاتي
تستبيح كل شتاءاتي..لـ تبعثر بي صمتي
لـ تعبث بـ ملامح شتاتي..وتجدد عهد ودادي باالألم
حين تغزل لي في عتمة سكوني 
مآزر أمل تحتوي بي الأماني
تجمع شظايا أنيني بـ كفي وتنثال حزنا من عيوني
فـ تعال أعانق بين كفوفي راحتيك.. 
وأخبرني ..
مااللذي يؤلمك بي..
حزني أم أنيني..
أم حنينا غرس قسرا في خاصرة سنيني
أضحى ديما سكوبا تربعت على عرش جفوني
هلم إلي ومد لي من كف قلبك صبرا يواسيني
ولملمني تساكب دمع بين راحتيك
إجمعني عطرا من عنق الغياب 
وانثرني في المدى  نسماتٍ ربيعية الإياب 
وإبقى حيث أنت... كما أنت..
دعني أعانق عطركفيك  وأسافرمنك إليك
مع النسمات خلف جَزْرِ إبصارك..
أحتوي برفقٍ نبض قلبك.. 
وأَغْزِلُنِي قبسا من نور شرايينك
وحين يغمرني الحنين.. 
يعيدني مد اللقاء شوقا إلى جفنيك..
فـ أغفو على وجن السحاب لـ يهطل بي
إنسكابا بين ثنايا حلم يسافر بين بيني وبينك
يحملنا مع النسمات..
إلى شاطئ الوعد في فردوس اللقاء
يؤوب بي نحو فجر عينيك..إشراقا لايعرف المغيب
يحتويني برقة اللحظات....يعبر بي آلاف السنين
فـ تعال...
نعتلي شهب الضياء...نسموا فوق النجوم..
لـ  أغرسني في فضاءات نبضك روحا تعانق السنين..
وأرتقي في بوتقة من ضياء..
 حتى يلفني دفئك السرمدي في غمار من صفاء
ويعتلي بي الصمت سحرا لـ يحتويني في أردان قلبك 
يلملم حزني وشتاتي 
يجمعني في ثنايا وشاح من وفاء
ويسكبني كـ شلال عطر في آماد خطوي إليك
فـ أنا بـ كلي راحلة إليك...نعم إليك
فـ أخبرني...
ماذا أقول..!
والقول فيك نبضي وحنيني وسكوني 
والشوق عوالم فيك جمعتها
والود من نبض هواك جناني
فـ ياأناي....
كفكف مدامع قلبك وروه من هوى أوطاني  
إني عشقتك غادة 
وربيع عطرك خضب في الورى أوتاني
والمرابع جنة للقاء الوعد رسمتها... 
على جيد اللهفة أغفتني حتى تغلغلت بـ  جواني...  
حين عانقت في أعماق نبضي يقينا متساكبا 
بـ أنك سريت كاالدماء بين جوارحي 
وساكنت في عمق العمق شرياني
عتقت بأريج حنانك أزمنتي..
حتى آويت مافنى منها 
وأرويت بهوى عينيك أوردتي وشطآني 
وتساكبت فيك ومنك مرتشفا 
حتى تقاطر شهد هواك.....من ثناأفناني. 

( أحبك ولكن )


الحلم شغف يتناسل بنا حد الجنون..
*
*

أحبك...!
نعم أحبك.... فلا تعجب من قراري
مزقتني حيرة القرار
ويشقيني ألمك والرحيل عنك
فلا تقل غدرا رحلت 
ولاتقل حلمي فرار
فمن ذا الذي يفر من قلبه 
من نبضه
من نفسه..
فيا نفسي 
إعلم أني اخترتك دون البشر... 
شاطرتني قلبا في صدري ضج بك جنونا
وأني أسكنتك عمق إنساني وكل كياني..إللا عقلا كان ومازال..
يرنو نحو أفق بعيد..
أفق ذو نوافذ مشرعة يحملني نحو حلم هو في عيني حياة
حلم كان على موعد مع قدر.......وقد حان
يالائمي..
أرأيت إن كان للقدر نافذة من نور تفتح في عين السماء لتخيرنا بين زمنين
زمن راكد تحت وطأة روتين عقارب وقت 
يغزلنا أعمارا مكتظة بكل شيء فارغ إللا من ملل..
أو
زمن من نور 
نعبر إليه فيحملنا إلى آفاق جديدة 
يحث بنا الخطى نحو آماد ممتدة من ضياء 
نلجه ليتغلغل بنا نحو حلم طالما إنتظرناه
فأيهما ستختار...!
فلا تعاتبني فيما اخترت
ولاتقل إني لك خذلت
فبقدر ماتخذلني الحروف...ودمعات فرت هاربة من ألم يمور في صدري...
أسألك أن لاتحزن
ولاتخيرني بين أن أكون كل شيء أو أن أضحى لاشيء
وهب لي قبل رحيلي بعضا منك
من نبضك الحنون
من إبتساماتك المشرقة
من عفوية طفولة كانت تنتفض في أعماقي كلما جمعتنا لحظات الحياة
ودع لي بعضا من رحيق ذكراك 
أخضب به فتيل الأمل كلما خبا نوره على درب الحلم..
واذكرني كلما حن الوتروتسامى بشدو الصوت غناءً ...
(الحب كله حبيته فيك)...




20 سبتمبر 2013

( أعطني الناي وغني ) حوار شعري

7
7
غدير الدويك:

أعطني ناي الليالي 
والأماني الهاربات
أعطني صوت الأغاني
وامتَطِي نور الحياة 
وامحو من عمري ظلاما
بات يهديني الشتات
ماتلوت اليوم لحنا
يرتجي ود الممات
إنما لحني حنينا
ضابحا كـ الصافنات
يعتلي عتم الليالي
في تتالي النائبات
إن همى غيث الأماني
إمْتَطَى نور الثبات.

7
7
الأديب: عادل عبد الرحمن أبوخيط:

هاكه الناي فكوني
يا منارات سكوني
روّني بالشعر لما
لا تراويني ظنوني
فاض بالناي شتاتي
و استبدت أمنياتي
كلما أمسكت فيها
قالت الآهات هاتي
يا بيان الكاتبات
هكذا شأن الهداة
كلما زاد التراقي
رقتها في النادرات 

7
7
غدير الدويك:

يا حنينا ماتوانى 
يحتويني في ثبات
أنبت الألحان غرسا
يرتقي ظلم الحياة
أهطل الأمال سبحا
واحتوي كف الهبات
احتويك بين لحني
أرتقي كـ النائفات.

7
7
الأديب: عادل عبد الرحمن أبو خيط:

يحتويها ما احتواني
ذلك الناي بناني
كنت فيه اللحن لما
صال في الدرب حصاني
ثم مكنت جناني
و ارتديت اللحن باني
إنني طمح شكور
ما بقلبي في لساني 
******************
هات بالناي يراعي
و ولوعي بالتياعي
و اسقني بالناي راحا
كنته و اللحن داعي
********************
هات بالناي ابترادي
يا صهيلا في البوادي
لم يزل كفي ينادي
في ثنيات الوداع
**********************
هات ناي الحرف هات
فيه روح من حياة
كدت من كل الجهات
أرتقي عند استماع
*********************
يا رسول الحب فينا
صاح ناي يستقينا
فاستفضناه يقينا
و ابتدرناه الرقاع
**********************
هل لنا كأس التساقي
راقنا و الحرف راقي
كلما حان التلاقي
صاح ديك للوداع
*********************
أذّن الفجر سماحا
و انتشارا و انتفاحا
راح لحن الناي راحا
يرسم النور شعاع
صاح ناي يستقينا
فاستفضناه يقينا
و ابتدرناه الرقاع
***********************

غدير الدويك:

هاهو نور بنانا
يحتوي ناي الغوادي
يأتلينا عمق صمت 
في فؤاد الروح بادي
يامداد الحرف غني
يانع الأحلام غادي
وارتقي صهو الأماني 
عازفا لحن البوادي
صافنات الريح غنت
بالمنى يسمو اعتدادي
بعثرت لحني حنينا 
وتثنت في سهادي
أمطرتني غيث شوق
وانثنت تهمي ودادي
ترتجي الصدق وفاءً
هاميا في كل وادي

7
7
الأديب: عادل عبد الرحمن أبو خيط:

ليس سكب الحبر عادي
سؤره كان ابترادي
يكتب الأنفاس نايا
ينفل الأجراس هادي
في نوار الكون جدنا
يا هوانا النور بادي
كأس ترديد التفاني
رشفه ناي كزادي .

19 سبتمبر 2013

( كَفَاف الهَوَى )

7
7

أولم تدرك أن بي قلبا يبكي من صلف الدنيا........وشفاه لاتتكلم
أفلا تحنو يوما على طيوف ضياء باتت حروف الحب فيها تتلعثم
فيم تغذ الخطى؟أ لِـ زهم دنيا هي أجوف من أنشودة ريح تترنم.!
أجهدتني ياأنت حتى.............باتت رغبة البقاء في خافقي تتألم
أوجست في الصدر..............ربائب حزن ضج من بكاء يتندم
حين أيبست بذار نور.............غرستها في رؤى طفولة تتبسم
تنامت ذات عمر..............في فيء تراتيلها ترسم الأيام وتحلم
ياقابعا في عمق الحكايا............تخنق بيديك كل ماقد فيها يتقدم
كف يمينا تجتث................عروق صبر أوهن من يبس يتهشم
كفاف أنت والهوى........إن هو يوما إلى رباك أم الخطى يتوهم
أن في عينيك.......محراب عشق يغزل الآمال رداء وفاء ويبسم
وماأنت سوى هزيم رعد وأهازيج ريح تتلوني صفيرا عابثا بلافم
وبنان مبتورأهوج.........يعزفني لحن حزن على أوتار عمر يتألم
يانائيا عن حنيني...........والفقد يئن باكيا بين يدي قسوتك يتظلم
أمااكتفيت....
أما اكتفيت من وأد الأماني حين بات الهنا  في  عمق الروح  يتثلم
كـ انشطارات جرم........على جرف السما تذروه هباءات السدم 
لـ تجمعني كـ أحجية.........ضاعت ملامح حرفها في ثنيات القدم
فلا أنت رفقا غادرتني ولاحبا سريت كما يسري في العروق الدم
إرحل أو ابقى........فما عاد في أحداق العمر ما أسكبه من الندم

17 سبتمبر 2013

حزن المطر

7
7

قتلني جرح في الروح غائر نزفه موار
حتى باتت أقصى أماني الحلم في العمر.. فرار
بان الهوى!! 
بان الجوى!!
والوجد مازاد حزني إلا إصرار
صمتا تفور
حزنا تزاور مهجتي 
وتقول لي : 
أنتِ الهوى 
أنتِ الحنين 
أنتِ شوقا بي مكين
وشواطئ قلبك حين الرحيل ألمَّ بي صمتا تثور!!! 
ظلما...تعاقبني غياب..!! 
كُفَّ الغياب...كُفَّ التواري
كُفَّ عن لوم العتاب
كُفَّ....فما كَفَّ نبضي عن تراتيل المطر
لا... ولاعن أهازيجُ شوقٍ في القلب أضحى وتر
ثار الحنين على رقائق مهجة في صدري باتت تحتضر
فلا تلم حزني الدفين حين تباغتنا الصور
حين الفناء نوائبه تدور... 
لا...ولا تلم حزن المطر
في حكايات الأيامى أو في انسكابات القهر
فالحزن في زمان الصمت دولةٌ
حاكمها أنين... 
والنبض في شريانها... نزف لايُخْتَصَر...

16 سبتمبر 2013

( تَرْتيلةٌ سَرْمَدِيَّة )

7
7


سنابلُ الحرفِ مازالت في آكام الروح تشقيني

تعبثُ بيقيني...

تتلو ترنيمةَ شوقٍ مطبقةَ الشفاهِ خاشعةَ الأركان

وأتساءلُ في لوعةٍ تأجِّجُ في صدريَ الأنين..

أماتت!!

أم مازالت على أعتاب اللهفةِ تنتظر

ماعدتُ أعلمُ...

أيّ إنتفاضاتها إختنقت...

وأيَّهُنَّ تُحتضر

فـ في الرّوحِ هذيانٌ يمور

وتنهيدةٌ حائرةٌ..

تكبلُ شفاهي بـ أوجاعٍ مسجَّاةٍ مابين صدري .. وصبر السنين

تَغلغلُ بي...

تحادثني بـ حروفٍ أعجميةَ الشفاه..غريبةَ الملامح

تهمسُ لي

وكأنَّها تُخبرني عنَّا/عنك

عن..

بقايا ذكرى تَدقُّ نواقيسَ اللَّوْعَةِ في أعماقي...

إبَّانَ ميلادِ ألمٍ جديدٍ..

ينازعُ عهدَ الوفاءِ تحتَ أستارِ عتمةٍ مدلهمةَ الرُّؤى

تُتَمْتِمُ لي عن رحيلٍ آتٍ..قَد لاحَ في الأُفُق

أُجَمِّلُها بك...أنفضُ عنها غبارَ الوقتِ

وأَنأى بها عن ارتعاشَةِ كُفوفيَ الراحلةِ إليك

أُخبِّئُها..

في صندوقِ نبضٍ توارى حتى عن وريديَ المحمومِ

المهزومِ أملًا...خلفَ ابتساماتيَ الواهنةِ...

أغزلُ لها من أهدابي رتاجًا خائِرَ القِوى منهَكَ البسَماتِ

علِّيَ أَرتُق انبجاساتِ الألمِ من صدرِ حقيقةِ الغياب

أمسكُها بـ استماتةٍ حتى لا تتساقطَ حزنًا على وجَناتِ الحنين

كـ تساقطِ وُريقاتٍ ربيعيةَ الأملِ على أرضِ عمرٍ خريفيِّ الملامح

خلفَ أداهيرَ تلتحفُ فصولَ أوجاعي..

تلتهمني بـ احتراقاتٍ صامتةِ الشفاه

أختلسُني منها هنيهات...

فـ تباغتَني....لـ تختلسَ منِّي بعضَ حياةٍ

رويدًا رويدًا

تتلاشى خطايَ الموشومةَ على أديمِ الوقتِ

لـ تتيهَ من أقداميَ الدروب

تحملُني إلى مدنٍ مجهولةَ الهويةِ..عتيقةَ الأزمنةِ

يلفها ليلٌ موحش..

مؤرخَةٌ في دفاتر الأيامِ بـ اسم المنون

ينفُثُهَا بين كفَّيْ خواءٍ..شتاءٌ زمهريريَّ الأنفاسِ..

يمسحُ بتراتيلهِ السَّرمديَّةِ الشاحِبَةِ على قَسَمَاتِهَا..

يُغَلِّفُها يحتويها بـ زجاجيَّتِهِ المُزرَقَّةِ الشّريان

فلا يَحنُو على أشباحِ وَحدَتِهَا سِوى..

ترتيلةُ موتٍ سرمديةٍ..وبقايا ريحٍ عابثةٍ..

تواسي مقاعِدَهُمُ الفارغةَ

تلك التي تعبقُ بذكرى عِطرِهِم..

بسماتِهم..

همساتِهم...

أو حتى دمعاتِهم..

شَقَّتْ جبينَ صبرها بقبلةٍ أفنت في أعماقِها الحياةَ

وبقايا ضياءٍ متناثر الأشلاء

أنهكَهُ شقاءُ الإنشطار على قارعة سنينَ ساستها أناملُ أملٍ..

ملطخةٌ كفوفُها بـ وهمِ أطيافهم

تلك التي تنسلُ في صمتٍ مهيبٍ من عمقِ السُّكون

تواسي عتمةَ أضرحةِ الليل..

تجالسُ في نشوةٍ أعماقَ شتاتِها

عالِيَها ثيابٌ تعبقُ بـ رائحةِ موتِ أنفاسِ هياكلِها المتجلِّدَةِ

الفارغةِ إللّا من بقايا ذاكرةٍ عليلة

يُرجفُ طرقاتَها قهرٌ يقبعُ خلفَ غصَّاتِ الروحِ انتظارًا

وهنالِك خلف نوافذِها المتهالِكَةِ..

سُتُرٌ منسدلةٌ مزّقتْها بقايا ظِلالِهِمُ القابعةُ في رحمِ الغرفات..

يتعالى صوتُ أنينِ أبوابِها انكسارًا..

من وصبِ وحشةِ الغياب..

من عمق مَساكنِها الفارغةِ...إلّلا من عزفِ ريحٍ تَهدِجُ بصمت

تُهدهِدُ صحوةَ سباتِها على وقعِ خُطا العابرين..

شاخصةٌ أبصارُ أسوارِها..

مغروسةٌ أقدامُها في خاصرةِ طرقاتِها الحزينة..

معلقةٌ أحداقُ رجائِها على نوافذِ السَّماء..

علَّها..

تنبلجُ بضياءٍ يرتقُ تشقّقاتِ ملامحِ غربتِها في أرضِ اللقاء

فـ يروي لَوبَ أفنانِها الملتفَّة حولَ أحواضِ الحنين..

كـ سوارٍ على معصمِ ليلِها..

يَمشُطُ بكفِّ الأملِ يباسَ ملامِحِهَا

يناجي بـ قصائدِ عشقٍ سَرْمَدٌ فيها الوفاء..

فجرٌ غُيِّبَ في سباتِ الدَّمعِ حينَ توسَّدَ ساعدَ السنين..

حينَ أفزعَهُ همسُ الشتاء..على شُرفاتِ الأنين..

وانتحابِ أحجارِها فَرَقًا من تراتيلٍِ زمهريريَّةَ الشّقاء..

غرسَت نابَيْ قسوتَها في عنقِ أغنياتِ المساء..

وفي غمرة الاختناق..

شهقتُ أنفاسَ صحوتي..

لملمتُ شتاتَ ألمي..

وانتصبتُ بين أحداقِ المدينةِ مقيدةً بوهنٍ..

تدورُ أحداقي في أوصالِ رفاتِها المسجَّاةِ على قارعةِ عتمةِ أوصابها

عللي أستشعرُ بعضَ حياة..

فـ لا أرى غيرَ أجداثٍ متراميةِ الصمتِ يسفحُ شريانَ فنائِها الخواء

وبقايا صفيرِ ريحٍ عابثةٍ...تهتكُ قدسيةَ الموت بين أجفانِ رثائها..

لـ أفر فَزَعًا من هَسهَسةِ اختناقاتِ أطيافِهمُ الموجوعَة..

الرازحَةُ تحت عناءِ الحنين

خلفَ أنينِ أبوابِها المتهالكةِ يأسًا من طولِ سنينِ الغياب..

وأرضُ المدينةِ الثَّكلى تأبى فَراري.. تقبضُ خطاي..

تسيِّرني قَسْرًا نحو محرابٍ يتيمَ الضياء..

يسبحُ في كونٍ من هدوء..

يرتلُ من كفوفِ الأرض وِردًا يُتلى آناءَ الوفاء

يمسحُ به أحداقَ السماءِ بـ رجاءٍ حثيث..

يحويهِ ضلعٌ غائرٌ في صدرِ مدينةٍ أنهكَ أوصالَها طولُ مسافاتِ الوفاء..

وكَأَنَّ المحرابَ رئةٌ شهقتني من شتاءِ المدينة..

لـ تحتويني بـ أنفاسِ دفئٍ يبددُ قارَّ وهْني الألِيل..

يمسحُ بـ نورِ الأملِ دمعاتِ يأسٍ تحدرتْ من وتيني المهزوم ..

صامتةٌ زواياهُ مطمئنةٌ..

رغمَ إنكساراتِ الحكايا..

رغمَ أوجاعِ هاطلاتٍ من رواية

وهناكَ في ركنٍ قصيٍّ من ضياء

رأيتُني..بما مضى..و ما حضرَ..

طيفُ إنسيةٍ تتلو صلاةً بـ التجاءٍ من رجاء

كونُها ينثالُ من عينِ السماءِ عبقًا من يقين

تُهدهدُ بيمينها مهدَي طفولةٍ من حنين..

أحداقُها ترنو نحو السماءِ بآياتِ الأنين

وكأنَّها أهزوجةٌ

تنامت على أغصانِ الغياب

سُقياها صمتُ شوقٍ منفطرَ الوتينِ

لأمومةٍ مهزومةِ الآمال..

تسكبُها من عمقِ الألم..

ترنو بها نحو أكنافِ البداية..

وفي ليلٍ مشتدِّ الرثاء..

بعثرَ سكونَها صوتُ المطر..

و أنسامُ ربيعٍ تنامت

من كفِّ إنسيٍّ على أعتابِ نبضِها حضر..

و في عمقِ محرابِها استقر..

تكاثفَت به حتَّى الجنون..

وعلى شاطئِ اللقيا غَفَتْ...

سمَتْ به نحو سماءاتِ الحلُم..

حتى أنها...به اكتفَت..

وفي غفلةٍ من زمنِ ممتدِّ الصفاءِ بها هوى..

فـ تلاشت كغمامةٍ سالت من جفنِ الوفاء

وحين إنتفاء...

أهداها نزفًا لا يستكين..

بعدَ أن سجَّى نبضَها في كفن..

وخلفَ آفاقِ الحَكايا..تلاشى كأن لم يكن..

طفقَت تُلملمُ نبضَها في صمتٍ مهين..

وكفُّ الليلِ تشعلُها حنين..

تغادرُها رفاتًا من رماد

بعد أن أحرقَت أضلاعَها أحزانٌ جادت باالمحن..

لاذت إلى محرابِها محمومةَ الأركانِ من قيظِ الألم..

تحملُ بين طياتِ انكساراتِها آيةَ انهزامٍ جديدَة..

وقلبٌ ضجَّ في صدرها يتلو ترنيمةَ وفاءٍ عنيدة..

شابَت من سطوةِ جَلَدِهِ على الأحزانِ طرقاتِ مدينتِها البعيدة..

و الصمتُ يهديهَا من لبابِ الصبرِ تاج..,

والعينُ تهمِي كـ المطر..

و في ليلٍ أرخى سدولَ عتمتِهِ الطويلة..

غزلَت من سُؤَرِ الذِّكرى رتاج

باتَت تجمعُ خلفَ حناياهُ الصور..

تذروها في آفاقِ الراحلينَ عطر..

و الوَهَنُ يَسري في أركانِها..مصلوبَةٌ أمانيها على ضفافِ الحنين

( شطر غياب )

7
7
ماعاد الدمع يذرفني ...
فالعمر تمادى في دياجير الوهن
وحصون الصمت 
شيدت على فاه الكلام قينانا صدئة
خلف قلاع حزني...توارت أشرعتي..
حتى مالت نحو غروبا يمتطي بحر الغياب
وصهوة الليل تحملني برياح الفقد ..
إلى أكناف تغزل من تفاصيل الشجن...وشايات حنين..
تشجيها نايات ذبحت أوتارها... 
على أضرحة الأنين النازف صمتا من محاجر الدمع الأليل...
أواااه ياأماني أملي العتيق الموغل بعدا في ظلمة السماء ..
كفي ومضك وكفكفي مدامع وفاءك 
فما عادت أحداقي تهوى المسير إليك...
بعدما أضحت وحشة الحنين لايردد صداها في الروح 
سوى تراتيل رجاء حثيث الشوق ممزق الوتين
وحكايات وفاء غاربات 
تنتابني خلف أداهيرا إلتحفت شتات الحاضر... 
فتوارت في سبات عميق عميق
تغرقني في حمى الهذيان تزلزل مني الأركان 
حتى تسلمني لغفوات موت.. 
تأبى  صحوة أمل غارقة في أباب موج عتي الشقاء عتيق الأزمنة 
غزلته شتاءات الوجع أديما يدثر بين ثنايا أردانه جسدا أسيره روحا...
 تأبى الفرار من ماض ولاه الفناء...  
حين تأرضت وجه الحاضر 
ودُوِّنَت في دفاتر الأيام بـ اسم إنسية تاهت في سجل النسيان
بين حكايات أنين مترامي الحنين  في قفار العمر 
يسحقه ألم  البقاء على أرصفة الإنتظار
فباتت كالنور المتهالك يأسا على نوافذ النجاة... 
عله يلقي بجسده الزاحف خلف أزمنة منسية...
بعض منه يتكئ على مفاصل الحروف عله يقوى النهوض من جديد
في أزمنة اجدبت بها الحياة وتهالكت أصوات الحناجر 
حتى ذوت نحو مقابر الصمت 
إيذانا بإحتضارات تزف جسد الكلمات البالي إلى أضرحة النسيان..
حتى تلك التي مافتئت تناور الموت 
بوهن أقض مضاجع غفوتها ليسلمها لمذابح الغياب...
في مشهد يزلزل حنايا الذاكرة 
و يشقق ملامح سكونها..
ليسربلها  في غيبوبة صمت طويل...
فـ ياأنت
لا تلم إستعمار الحزن لأعماق النبض في  كلماتي 
ولاتلمني إن مررت يوما ذات ذكرى على ضريح محرابي
 فلم تجدني سوى نزف جراح
سالت لتخضب وجه الورق بحمرة الموت وازرقاق شريان الفرح 
لاتلمني فما تعلمت يوما كيف أعاقر الفرح ...
وماكان يوما الفرح زائرا لمحرابي..
أو حتى عابر سبيل
فـ معاول أوجاعي تدك بكل قسوة جدران أمل بنيتها 
كي ألوذ إليها فرارا من أمطار نوائب الأيام 
تلك التي مافارقتني قدر شهقة...تستجدي حياة...

( عرش الدموع )

7
7
7
7
7


وأيُّ الوجوه سترتديني في غربة حنيني...

بسمتي.. 

أم أنيني.. 

أم أنصالُ حزنٍ غُرِست قسرا في خاصرة سنيني..

وأي الإتجاهات ستَحملنِي إلى أفلاكِ نبضٍ تحتوي بي صدقي...

أيُّ موتٍ هذا الَّذِي تبدَّى على راحَتيْك

وأيُّ وَهنٍ ذاك الذي زرعته على أعتاب جنوني..بلا قصد منك...

حتى أضحى.. وجه الألم يأتيني كمنجل الحصاد

يجتث كل ماتَجذَّر بي من زروعِ فرحٍ غافية على خيط رفيع من حياة

فـ الآلام كـ المناجل تأتينا فُرادَى...لكنها لاتأتينا كَفافا

أأخبرك كم هو حانق قلب الغراس في غييبات الأماني..!

وحثيث الدمع أَرقَدهُ إرقِدادُ نوائبٍ توالت على كاهل صدرٍ ارتدَّ بحملاقِ العينين ذهولا..

من حِنْبَتْرِ الرِّثاء..

لماضٍ ولَّاه الفناء.. 

فدقَّ قبل الرَّحيلِ في حُنْتُمِ حاضره أطنابَ عجز أحلامٍ عِجاف...

نمَت ذات وهمِ... على أعجازِ تيك الضِفاف ..

فيا وهنًا تجلَّى..حنَّبَ ظهر الروح من رَكْمِ أحزانٍ شِداد...

و صبَّ على أشلاءِ موتهِ....السم الزعاف..

لا تأتلِ صمت الحنين في خافقي..

ولاتشعل بين الحنايا وتيني..

إرحل.... فقط ارحل عن أمنياتي ...

ولاتعزف بـ بنانك المبتور على أوتار دمعيَ الموجوع..

فلست سوى أنثى بناها الوهن....

فعقدت ألوية الصمت.. 

في سراديب ذاكرتها المكتظة بـ أُلائِك العابرين على جسور الغياب

وماأنت سوى..

أمنية موءودة.. 

يرثو شهقات اختناقها أطنان الأمنيات المهملة على شفير أضرحة الفناء..

*

*

ياوفاءً يهدهد أنينه تراتيل أملٍ تُعزف كـ أطياف ضياء 

تأتي من أودية زمن سحيق ولى ناصيته للذكرى

يزاوره مواسيا كل حين من حنين..

لـ يربت على أكتاف أمنياته اليتيمة زمنا من رثاء... فينثال النزف 

برقص البنان على أوتار قُسْطَانِيَّةِ دجنٍ بزغ باسما بيقين 

من بين أكتاف ليل مدلهم... دنس بسواعد عتمته طهر قدسية الحروف..

لـ يغترف من عمق أنفاس شتاتها على شرفات الهمس شهقة آه

وهنالك على مذابح الحنين

تدور أحداق الكون في أوصاله المسجاة بـ ألم ...

لـ تخزِّ أوتار صمته بخنجر يكمم حتى فاه الكلام.. 

تؤز خطا رقصه القسري اختناقا...أناشيد العناء..

هلم وساكن صدري..

تربع على عرش دمعي..

واغترف من عمق صبري يقيني..

واغزل لي من أحجية بقائك...

رداء أمل يواسي نبضي المكلوم..

يدثر صمتي المهزوم حزنا..من طول مسافات الشقاء..

وانْسِجْ من أشطان دمعي المعقودة في ناصية الإياب حلم النهاية..

أواهٌ ياحزني ...لاتحزن...

فلم يبقى في قلبي غير صمت الوفاء.. 

بعدما ذوب أجفان غربتي ملح الشتاء..

بعدما أضحى.. 

قاتمٌ وجه البقاء... 

و اغتيل من أوتار اللحن صوت الغناء...